Website logo
۱۴۴۶/۱۲/۲۰ - 07:55
مشاهده ۸۶

كلمة الدكتور عراقجي أمام سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والمنظمات الدولية في طهران

ألقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيد عباس عراقجي كلمة أمام جمع من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والمنظمات الدولية المقيمة في طهران.

 

 

ألقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيد عباس عراقجي كلمة أمام جمع من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والمنظمات الدولية المقيمة في طهران.

 

وفي ما يلي نص الكلمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم وصباح الخير للجميع، يسعدني جدًا أن ألتقي بكم اليوم، وأشكر لكم قبول دعوتنا وتشريفكم بالحضور إلى وزارة الخارجية.

كنت أود اليوم أن أقدم توضيحات بخصوص الوضع الراهن وما نشهده من أحداث، بشأن العدوان السافر الذي يشنه الكيان الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما تابعتم جميعًا، بدءًا من صباح الجمعة، شن الكيان الإسرائيلي عدوانًا سافرًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية دون أي مقدمات أو تمهيدات سابقة، واستهدف مواقع مختلفة داخل إيران، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة أراضي الجمهورية الإسلامية. ومن أبرز هذه الأهداف كانت منشأة نطنز النووية، إلى جانب بعض الأهداف داخل مدينة طهران.

وقد راح ضحية هذه الهجمات عدد كبير من المدنيين في طهران ومدن أخرى، وشمل ذلك العديد من العائلات والنساء والأطفال والعلماء النوويين، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين الذين لم يكونوا في ساحة الحرب بل في منازلهم.

وجاء هذا الهجوم في وقت كنا نجري فيه مفاوضات مع أمريكا بشأن الملف النووي، وكان من المفترض أن تُعقد الجولة السادسة من هذه المفاوضات اليوم الأحد في مسقط.

الكيان الإسرائيلي لا يعترف بأي حدود في انتهاكه للقوانين الدولية. وكما رأيتم في غزة، لم يُقتل الأبرياء الفلسطينيون فقط، بل قُتلت أيضًا مبادئ حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وكافة المعايير الدولية. واليوم، تجاوز هذا الكيان خطًا أحمرًا جديدًا في القانون الدولي، بشنه هجومًا على منشأة نووية، وهو انتهاك جسيم وخطير ومحظور تحت أي ظرف، لكن للأسف، قوبل هذا التصرف بلا مبالاة من مجلس الأمن الدولي. 

وقد أدانت العديد من الدول، خاصة دول المنطقة، هذا العدوان الصهيوني على إيران، وبالأخص استهداف المنشآت النووية. أتوجه بالشكر والتقدير لكل السفراء المحترمين الحاضرين هنا، الذين أدانت دولهم هذا العدوان.

لكن من المؤسف أن هناك دولًا أوروبية تدّعي التمسك بالحضارة وبالقانون الدولي، بدلاً من إدانة الكيان الإسرائيلي، قامت بإدانة إيران لأنها تعرّضت للعدوان!

أما نحن، فقد رددنا على هذا العدوان باتخاذ إجراء دفاعي. ردّنا جاء استنادًا إلى مبدأ الدفاع المشروع عن النفس، وهو مبدأ معترف به في القانون الدولي، ولكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها عند التعرّض للعدوان. وهذا ما بدأت به قواتنا المسلحة قبل يومين، وقد شاهدتم الليلة الماضية أبعادًا جديدة من هذا الرد، وسيتواصل الرد أيضًا. هدفنا من استهداف الأهداف العسكرية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو فقط الدفاع عن النفس والتصدي للعدوان.

في الليلة الأولى، استهدفنا فقط الأهداف العسكرية للكيان الإسرائيلي، لكن بما أن الكيان الإسرائيلي استهدف بالأمس أهدافًا اقتصادية مثل مصفاة طهران وبعض المناطق في عسلويه، فإننا منذ الليلة الماضية دخلنا على خط استهداف الأهداف الاقتصادية، وشمل ذلك هجومًا على مصافي الكيان الصهيوني.

الهجوم على عسلويه، الذي حدث أمس، يُعد عدوانًا صارخًا وخطيرًا جدًا؛ جرّ ساحة الصراع إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي جسيم، وربما تم بشكل متعمّد بهدف توسيع رقعة الحرب إلى ما هو خارج الأراضي الإيرانية. الخليج الفارسي منطقة حساسة ومعقدة، وأي تصعيد عسكري فيها قد يشعل المنطقة بأسرها، بل وربما العالم كله.

هذا هو التصعيد الذي بدأه الكيان الصهيوني منذ الأمس، ونأمل أن يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لوقف هذه الجرائم والاعتداءات. الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل بقوة دفاعها المشروع، وقواتنا المسلحة ستستمر في أداء مهامها بكل اقتدار.

فيما يتعلق بالهجوم على منشأة نطنز النووية، فقد طلبت من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع طارئ بشأن هذا الموضوع. سيُعقد هذا الاجتماع يوم الإثنين، ونأمل أن تصدر إدانة حاسمة من مجلس المحافظين ضد الكيان الصهيوني بسبب هذا الانتهاك الفاضح للقانون الدولي، وللاعتداء على منشأة نووية.

ربما يكون هذا آخر خط أحمر في القانون الدولي قد تجاوزه الكيان الصهيوني، وإذا بقي المجتمع الدولي صامتًا تجاه تجاوز هذه الخطوط، فإن تداعياته ستطال باقي الدول أيضًا.

النقطة التالية التي أود إبلاغكم بها، هي أننا نعتقد أن العدوان الإسرائيلي على إيران لم يكن ليتحقق أبداً دون دعم أمريكا.

 

> M.A:

لدينا أدلة دامغة على دعم القواعد والقوات الأمريكية في المنطقة لهذا العدوان. راقبنا الأحداث بدقة، ولدينا أدلة عديدة على كيفية تقديم الأمريكيين الدعم للكيان الصهيوني. لكن ما هو أهم من أدلتنا هو تصريح رئيس أمريكا نفسه الذي أعلن فيه دعمه الصريح. بناءً عليه، نحن نعتبر أن أمريكا شريكة في هذه الهجمات ويجب أن تتحمّل مسؤوليتها.

ورغم ذلك، ركّزنا ردّنا على أهداف داخل الكيان الصهيوني فقط.

نحن لا نسعى إلى توسيع رقعة الحرب ما لم تُفرض علينا، ولا نرغب في نشر هذه الحرب إلى دول أخرى أو المنطقة ما لم يُفرض علينا ذلك. نحن أصلًا لم نكن نرغب في هذه الحرب، وكنا منشغلين بتنفيذ الدبلوماسية حول برنامجنا النووي، لكن هذا العدوان فُرض علينا.

نحن ندافع عن أنفسنا، وهذا الدفاع مشروع وقوي. هذا الرد هو فقط على العدوان، وإذا توقف العدوان، فإن ردودنا ستتوقف كذلك بطبيعة الحال.

كان من المفترض اليوم أن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية في مسقط. كما قلت مرارًا، نحن واثقون من سلمية برنامجنا النووي، ولا نواجه أي مشكلة في إثبات ذلك للعالم، كما فعلنا عام 2015 في الاتفاق النووي.

نحن مستعدون لأي اتفاق يهدف إلى منع حصول إيران على السلاح النووي، لأن ذلك ضمن عقيدتنا الراسخة واعتقادنا بحرمة السلاح النووي.

لكن إذا كان الهدف من الاتفاق هو حرمان إيران من حقوقها النووية، فمن الطبيعي أننا لن نقبل بمثل هذا الاتفاق.

بهذا المنطق دخلنا المفاوضات مع أمريكا، وأجرينا خمس جولات. وكان من المقرر في الجولة السادسة أن نقدّم طرحنا لاتفاق محتمل. الطرف الأمريكي قدّم في الجولة السابقة مقترحًا من وجهة نظرنا غير مقبول. نقلنا ملاحظاتنا وكنّا مستعدين لتقديم مقترح بديل في اجتماع اليوم، والذي كنّا نعتقد أنه يمكن أن يفتح الطريق لاتفاق.

من الواضح أن الكيان الإسرائيلي لا يريد أي اتفاق بشأن الملف النووي، ولا يؤمن بالمفاوضات أو الدبلوماسية. الهجوم على إيران في خضم المفاوضات النووية هو دليل على معارضته لأي تفاوض.

وكما تتذكرون، في السنوات السابقة أيضًا تكررت هذه المساعي من قبل الكيان الإسرائيلي لتعطيل المفاوضات عبر اغتيالات وتخريب.

في ربيع 2021 أثناء المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي في فيينا، نفّذ الكيان الإسرائيلي عملية تخريبية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، حيث فُجّرت شبكة الكهرباء، مما أدى إلى تضرر عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي. وكان هدفهم من هذا العمل عرقلة سير المفاوضات. في ذلك الوقت، أعلنا أننا سنرفع نسبة التخصيب إلى 60% كردّ على هذا التخريب. وقد تم استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة في نطنز بأجهزة أكثر تطورًا.

وما يجري الآن أيضًا، هو استهداف مباشر للدبلوماسية ولعملية التفاوض، ونأسف لأن الحكومة الأمريكية قد ساندت هذا العدوان.

خلال اليومين الماضيين، تلقينا عبر قنوات مختلفة رسالة من أمريكا تفيد بعدم تورطها في الهجوم، وأنها لن تشارك فيه. لكننا لا نصدق هذا الادعاء، ولدينا أدلة تناقضه. وإن كانت أمريكا جادة في نفيها، فلتعلن ذلك صراحة وبشكل علني. الرسائل الخاصة لا تكفي؛ المطلوب هو أن تدين الحكومة الأمريكية علنًا الهجوم على المنشآت النووية، وتُعلن بوضوح انسحابها من هذا الصراع، لتثبت حسن نيتها.

نأمل أن يُظهر المجتمع الدولي اهتمامًا كافيًا بهذه القضية، وأن يرد بالشكل المناسب على جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني، الذي تجاوز كل مبادئ القانون الدولي. هذا هو الطريق الأفضل لإحلال السلام في المنطقة والعالم.

 

شكرًا لكم على حسن الاستماع.

 

 

 

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است