Website logo
۱۴۴۵/۱۲/۲۵ - 00:54

رسالة علی باقری بمناسبة الذکرى السنویة لقصف مدینة سردشت بالأسلحة الکیمیائیة

أصدر المشرف على وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة علی باقری، بیاناً بمناسبة الذکرى السنویة لقصف مدینة سردشت بالأسلحة الکیمیائیة والیوم الوطنی لمکافحة الأسلحة الکیمیائیة والبیولوجیة.

أصدر المشرف على وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة علی باقری، بیاناً بمناسبة الذکرى السنویة لقصف مدینة سردشت بالأسلحة الکیمیائیة والیوم الوطنی لمکافحة الأسلحة الکیمیائیة والبیولوجیة.
وفی ما یلی نص البیان:
بسم الله الرحمن الرحیم
نحیی ذکرى شهداء الخدمة آیة الله الدکتور رئیسی، والشهید الدکتور أمیرعبداللهیان ورفاقهما، ونحیی من صمیم القلب الشهداء الذین قضوا جراء الهجمات الکیمیائیة، خصوصاً شهداء الهجوم الکیمیائی الغادر على مدینة سردشت، ونسأل الله تعالى أن یمنح الصحة والعافیة للجرحى الشرفاء الذین یتحملون بصبر آلام ومعاناة الأسلحة اللاإنسانیة.
إن اختیار الذکرى السنویة لقصف مدینة سردشت بالأسلحة الکیمیائیة کیوم وطنی لمکافحة الأسلحة الکیمیائیة والبیولوجیة یهدف إلى توضیح أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هی أکبر ضحیة لاستخدام الأسلحة الکیمیائیة على نطاق واسع فی التاریخ المعاصر، کما أنها تمتلک إرادة قویة لمعارضة هذه الأسلحة بشکل جدی. لقد کانت الهجمات الکیمیائیة التی شنها نظام صدام خلال الحرب المفروضة، بدعم من بعض القوى الغربیة وصمت المنظمات الدولیة، واسعة النطاق لدرجة أنه لا یمکن العثور على مثیل لها فی التاریخ المعاصر. مئات الهجمات الکیمیائیة ضد القوات العسکریة والمدنیین فی المدن والقرى الإیرانیة أدت إلى استشهاد وإصابة أکثر من 100 ألف شخص. کان صمت المجتمع الدولی المریر تجاه استخدام هذه الأسلحة الفتاکة ضد المدنیین والمقاتلین فی جبهات الحرب أبرز علامة على مظلومیة إیران فی هذا الصراع غیر المتکافئ، فی مقابل التزام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بمبادئها الإنسانیة والأخلاقیة والعقائدیة، حیث امتنعت عن القیام بأی إجراءات مضادة باستخدام هذه الأسلحة المرعبة.
إن الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة الکیمیائیة من قبل نظام صدام خلال ثمانی سنوات من الدفاع المقدس کان مستنداً إلى الدعم المادی والعلمی والفنی الفعّال من بعض الحکومات والشرکات الأوروبیة، خاصة ألمانیا وهولندا بریطانیا، والدعم السیاسی والعسکری والدبلوماسی الکبیر من أمریکا وبریطانیا لنظام صدام. الیوم، تثبت الوثائق والمستندات الموثوقة أنه بدون الدعم المالی الکبیر وتصدیر المعرفة الفنیة والهندسیة والمواد والمعدات اللازمة لصنع واستخدام الأسلحة الکیمیائیة من قبل الحکومات الأوروبیة والولایات المتحدة للعراق، لم یکن صدام قادراً على إنتاج واستخدام هذه الأسلحة الرهیبة. على الرغم من أن خبراء الأمم المتحدة قد تحققوا وأکدوا الاستخدام المستمر للأسلحة الکیمیائیة ضد العسکریین والمدنیین الإیرانیین، إلا أن هذه الدول الغربیة فرضت تعتیماً إعلامیاً شدیداً فی هذا الشأن ولم تتوانى عن تقدیم أی دعم سیاسی أو دبلوماسی أو عسکری لنظام صدام. حتى فی المؤسسات الدولیة المسؤولة والهیئات القانونیة الدولیة، عرقلت هذه الدول وصول صوت احتجاج الشعب الإیرانی وإثبات حق ومظلومیة ضحایا الأسلحة الکیمیائیة فی بلادنا. لن تمحى هذه الأعمال اللاإنسانیة وغیر القانونیة من الذاکرة التاریخیة للشعب الإیرانی أبداً.
لن تسقط المطالبة بالعدالة ضد الجناة والمتواطئین والمباشرین فی استخدام الأسلحة الکیمیائیة ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بمرور الزمن، وبالإضافة إلى محاکمة المجرمین فی محکمة الضمیر والرأی العام البشری، یجب على المحاکم الوطنیة والدولیة أیضاً أن تتحمل مسؤولیاتها فی محاسبة المجرمین واستعادة الحقوق المعنویة والمادیة لضحایا الأسلحة الکیمیائیة. إن القیام بهذه الإجراءات ضروری لمنع تکرار مثل هذه الفظائع فی المستقبل. ستدعم الحکومة الإیرانیة، فی إطار صلاحیاتها فی الحمایة الدبلوماسیة لمواطنیها، تقدیم دعاوى قانونیة ومطالبات ضد الأفراد والشرکات من الدول الأخرى المتواطئة مع نظام صدام.
على مدى العقود الأربعة الماضیة، لم تدخر الحکومة الإیرانیة جهداً فی تقدیم الخدمات الطبیة والعلاجیة لضحایا الأسلحة الکیمیائیة لتخفیف معاناتهم. ومع ذلک، خلال السنوات الأخیرة، أصبح توفیر بعض الأدویة والمعدات الطبیة اللازمة لعلاج جرحى الأسلحة الکیمیائیة صعباً للغایة بسبب العقوبات الأحادیة الجائرة وغیر القانونیة التی تفرضها الدول الغربیة، وخاصة الولایات المتحدة. فی هذا الصدد، أود أن أشیر إلى أن الادعاء المتکرر لأمریکا بأن المواد الإنسانیة معفاة من العقوبات هو کذب صارخ وغیر صحیح تماماً، وقد أکدت ذلک تقاریر المقرر الخاص بالإجراءات القسریة الأحادیة. إن الجرحى الکیمیائیین، الذین کانوا ضحایا للأسلحة الکیمیائیة التی وفرتها الدول الغربیة، هم الیوم أیضاً ضحایا للعقوبات غیر الإنسانیة التی تفرضها هذه الدول.
هذه الإجراءات هی جزء لا یتجزأ من طبیعة بعض الدول الغربیة، والإبادة الجماعیة الواسعة النطاق التی ینفذها الکیان الصهیونی القاتل للأطفال فی غزة خلال الأشهر التسعة الماضیة هی مثال بارز على ذلک.

إن الدول التی دعمت صدام بالکامل فی إنتاج واستخدام الأسلحة الکیمیائیة ضد إیران، بما فی ذلک النساء والأطفال الأبریاء فی سردشت، هی الیوم داعمة کاملة وشریکة مباشرة فی الإبادة الجماعیة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة التی یرتکبها الکیان الإسرائیلی فی غزة. تلک الدول التی تعیق وصول جرحانا الکیمیائیین إلى الأدویة، تدعم عملیاً وبشکل علنی استخدام الکیان الإسرائیلی للجوع کوسیلة حرب ضد سکان غزة.
تعتبر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تحقیق أهداف ومقاصد اتفاقیة حظر الأسلحة الکیمیائیة والوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة الکیمیائیة أمراً بالغ الأهمیة، وستواصل جهودها لتنفیذ جمیع أحکامها بشکل کامل وفعال ومتوازن وبدون تمییز، خاصة لتعزیز التعاون الدولی فی الاستخدامات السلمیة للعلم والمواد الکیمیائیة والمساعدة والحمایة ضد الأسلحة الکیمیائیة. إن استضافة الدورة الحادیة عشرة للتدریب الطبی الدولی والمساعدة والحمایة ضد الأسلحة الکیمیائیة فی أکتوبر 2022 بالتعاون مع الأمانة الفنیة لمنظمة حظر الأسلحة الکیمیائیة، بهدف زیادة قدرات واستعداد الدول الأعضاء فی الاتفاقیة لمواجهة استخدام الأسلحة الکیمیائیة والحوادث الکیمیائیة الصناعیة، هو أحد الإجراءات الأخیرة التی اتخذتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی هذا الصدد.
فی الختام، أحیی مرة أخرى ذکرى جمیع شهداء الحرب المفروضة، وخاصة شهداء الهجوم الکیمیائی على مدینة سردشت، وأسأل الله العظیم أن یمنح العافیة وطول العمر للجرحى الکیمیائیین.

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است