نص کلمة معالی وزیر الشؤون الخارجیة السید أمیر عبداللهیان فی اجتماع وزراء خارجیة الدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی حول أفغانستان
نص کلمة معالی وزیر الشؤون الخارجیة السید أمیر عبداللهیان
فی اجتماع وزراء خارجیة الدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی حول أفغانستان
اسلام آباد 19 دیسمبر 2021
بسمالله الرحمن الرحیم
معالی وزیر الخارجیة فی جمهوریة باکستان الإسلامیة السید شاه محمود قریشی المحترم
معالی وزراء الشؤون الخارجیة للدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی
معالی الأمین العام لمنظمة التعاون الإسلامی السید حسین ابراهیم طه المحترم
وفود البعثات المحترمین،
فی البدایة، أرى لزاماً علی أن أشکر زمیلی العزیز، معالی وزیر خارجیة جمهوریة باکستان الإسلامیة، السید شاه محمود قریشی، على توجیه الدعوة والاستضافة الرائعة لهذا الاجتماع. ما یجمعنا هنا هو الأزمة المستمرة منذ فترة طویلة فی أفغانستان، والتی یتسع نطاقها یوماً بعد یوم.
تنظر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة إلى الأمن المستدام والاستقرار السیاسی والاجتماعی فی أفغانستان وتقیمه فی إطار المصالح الجماعیة للمنطقة. نعتقد أن الأمن المستدام والاستقرار السیاسی والاجتماعی فی أفغانستان یتحقق فقط من خلال مشارکة جماعیة حقیقیة وتشکیل حکومة شاملة وفعالة تؤدی فیها جمیع القومیات والمذاهب دوراً. حیث أن التأخیر فی تحقیق ذلک سیعطی أعداء الشعب الأفغانی الفرصة لتفعیل شبکة واسعة من المجرمین الاجتماعیین وإثارة الفوضى ونشر الفقر والمجاعة عبر نشر الإرهاب (الداعشی) وإثارة المشاکل الاقتصادیة وإحداث الأزمات فی الحیاة المعیشیة والصحیة وضروریات الحیاة الأساسیة. وکل هذا یحدث بعد 20 عاماً من الاحتلال الأجنبی وتدمیر البنى التحتیة. کما أنهم یفرضون حالة العجز وعدم الکفاءة على سلطات کابول والشعب الأفغانی.
نعتقد أن الإجراء الفوری والأکثر إلحاحاً لدعم الشعب الأفغانی وضمان مستقبله المشرق یکمن فی تحقیق المصالحة الوطنیة والتماسک الوطنی والمشارکة الشاملة فی الحکومة والسلطة، فضلاً عن بذل المساعی الحمیدة والسعی لنشر الخیر من قبل دول الجوار والمنطقة والدول الإسلامیة فی إطار مکافحة الإرهاب وانعدام الأمن وعدم الاستقرار وتقدیم المساعدات الإنسانیة.
لقد استضافت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ملایین اللاجئین والنازحین الأفغان على مدار الأربعین عاماً الماضیة. حیث أن هؤلاء المهاجرین والنازحین کانوا نتیجة العدوان والاحتلال الأمریکی. فرضت الأزمة الراهنة فی أفغانستان موجة من الهجرة على إیران بشکل یومی، وذلک بسبب الشعور بانعدام الأمن والإرهاب والأزمة المالیة والاقتصادیة حیث یدخل أکثر من 5000 أفغانی إیران یومیاً.
بینما لم تتلق إیران أی مساعدة دولیة حتى الآن. إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة إذ تؤکد على الدوافع الإسلامیة والإنسانیة فإنها ستستمر فی تقدیم المساعدات الإنسانیة للشعب الأفغانی.
أصحاب المعالی،
ینبغی علینا جمیعاً، ولا سیما الدول الإسلامیة، تقدیم المساعدات الکافیة والمستمرة لجمیع أبناء الشعب الأفغانی بالإضافة إلى ما تقدمه الدول التی هی السبب الحقیقی للوضع الحالی من مساعدات لهذا الشعب.
منذ بدایة التطورات الأخیرة، حاولت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تسهیل التنقل الإنسانی والتجاری مع ترک حدودها مفتوحة. کما أن إیران أرسلت خلال المائة یوم الماضیة، أکثر من 13 شحنة من المساعدات الإنسانیة إلى مدن مختلفة فی أفغانستان وقدمت مساعدة واسعة لأفغانستان حکومة وشعباً فی إطار مکافحة جائحة کورونا، بما فی ذلک تطعیم الرعایا الأفغان المقیمین فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
السید الرئیس
فی هذا الاجتماع الهام، تقدم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بعض المقترحات لمساعدة الشعب الأفغانی.
أولاً، تحث الدول الإسلامیة الهیئة الحاکمة فی أفغانستان وجمیع الأطراف على تشکیل حکومة شاملة.
ثانیاً، الشعب الأفغانی بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانیة العاجلة. فمن الضروری إنشاء صندوق مالی بین الدول الإسلامیة لتحقیق هذا الهدف.
ثالثًا، رفع تجمید الأصول المالیة لأفغانستان وتحریرها أمر ضروری.
رابعًا، لا شک أن الدول الأعضاء فی منظمة الأمم المتحدة وأمینها العام یمکن أن یؤدوا دوراً مهماً فی المساعدة على تشکیل حکومة شاملة وتقدیم العون اللازم للشعب الأفغانی وتفادی وقوع کارثة إنسانیة جدیدة.
نأمل أن یتم تشکیل حکومة شاملة فی أفغانستان بمشارکة جمیع القومیات (قریبا) حتى یتمکن ممثلو الحکومة الأفغانیة الشاملة من المشارکة فی الاجتماع القادم لمنظمة التعاون الإسلامی وألا یبقى مقعد أفغانستان فارغا فی هذه المنظمة.
السید الرئیس
فی الختام أود أن أتطرق إلى الأزمة الراهنة فی فلسطین. نعتقد أن على منظمة التعاون الإسلامی (OIC) أن تستمر فی تأکیدها على عودة جمیع الفلسطینیین إلى أراضی آبائهم وأجدادهم وإقامة دولة فلسطینیة فی جمیع أنحاء وطنهم الأم (والتاریخی) وعاصمتها القدس الشریف.
إن تجربة عملیة التسویة مع الکیان الإسرائیلی المزیف وتطبیع العلاقات تدل على أن القضیة الفلسطینیة لا یمکن حلها إلا بإنهاء کامل وحقیقی للاحتلال غیر الشرعی لهذه الأرض الإسلامیة. تجدد إیران تأکیدها على اقتراحها المتمثل بإجراء استفتاء عام وشامل بمشارکة جمیع السکان الأصلیین فی الأراضی الفلسطینیة، بمن فیهم المسلمین والمسیحیین والیهود، کحل دیمقراطی لهذه القضیة.
والسلام علیکم و رحمهالله و برکاته – شکرا جزیلا