Website logo
۱۴۴۱/۰۵/۲۲ - 21:21
مشاهده ۱۲۳۴

قائد الثورة الإسلامیة المعظم فی خطبة صلاة الجمعة الخالدة فی طهران: الشعب الإیرانی اثبت بکل أحزابه وقومیاته أنه نصیر للثورة والمقاومة

اعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم سماحة آیة الله الخامنئی فی خطبتی صلاة الجمعة المجیدة والخالدة الیوم (١٧/١/٢٠٢٠) فی طهران أن مشارکة الشعب الإعجازیة فی تشییع الجثامین الطاهرة للشهید قاسم سلیمانی والشهید أبومهدی المهندس ورفاقهما والرد للحرس الثوری الذی تمثّل فی قصف قاعدة عین الأسد کانا یومین من أیام الله المصیریة والملهمة للدروس وأضاف: لقد کشف الشعب من خلال هذه المشارکةعن باطنه أی الصمود بوجه الشیاطین، وأن الطریق الوحید لمواصلة هذا الطریق الصانع للعزّة، هو فی قوة إیران فی کافة المجالات.

 

اعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم سماحة آیة الله الخامنئی فی خطبتی صلاة الجمعة المجیدة والخالدة الیوم (١٧/١/٢٠٢٠) فی طهران أن مشارکة الشعب الإعجازیة فی تشییع الجثامین الطاهرة للشهید قاسم سلیمانی والشهید أبومهدی المهندس ورفاقهما والرد للحرس الثوری الذی تمثّل فی قصف قاعدة عین الأسد کانا یومین من أیام الله المصیریة والملهمة للدروس وأضاف: لقد کشف الشعب من خلال هذه المشارکةعن باطنه أی الصمود بوجه الشیاطین، وأن الطریق الوحید لمواصلة هذا الطریق الصانع للعزّة، هو فی قوة إیران فی کافة المجالات.

وفی بدایة الخطبة الأولى أوصى قائد الثورة الإسلامیة المعظم جمیع المصلّین بمراعاة التقوى الإلهیة معتبراً أنّ استحضار النّصر والتوفیقات الإلهیّة وتحقیق الفرج فی الشؤون الشخصیّة والاجتماعیّة مشروط بالتّقوى، ثمّ تابع سماحته بالحدیث حول موضوعه الرئیسی بقراءة آیات من سورة إبراهیم المبارکة حول تکریم "أیّام الله" وشکر هذه النّعم.

واعتبر سماحته الأمر الإلهی للنبی موسى (ع) لتذکیرالناس بأیام الله، دلیل على أهمیّت تلک الأیام ودورها فی هدایة الأشخاص الصبّارین والشکورین أی أهل الصبر والإستقامة والشکر وأضاف: الصبّار یعنی الثابت فی صبره واستقامته والذی لا یترک الساحة بأقل شدّة، والشکور هو الذی یدرک النعم ویرى آثارها الواضحة والخفیة ویُقدّر النعم ویشعر بالمسؤولیة تجاه النعم الإلهیة.

وتابع قائد الثورة الإسلامیة المعظم حدیثه بالإشارة إلى أن الأسبوعین الماضیین کانا أسبوعین استثنائیین وحافلین بالأحداث الحلوة والمرّة والملهمة للدروس بالنسبة للشعب الإیرانی، ثم طبّق سماحته مفهوم أیّام الله على النهضة الفریدة التی شهدتها إیران والعراق تکریماً وتعظیماً للمجاهدین الشهداء، وأضاف: یوم الله یعنی یوم مشاهدة ید القوة الإلهیة فی الأحداث، لذلک عندما احتشد عشرات الملایین فی إیران ومئات الآلاف فی العراق وبعض البلدان الأخرى تعظیماً لدماء قائد قوّة القدس وشکّلوا أضخم تشییع فی العالم، فهذا مصداق لأیام الله، لأنّ هذه العظمة لا تقدر على تکوینها سوى ید القوّة الإلهیة.

واعتبر سماحة آیة الله الخامنئی أن دکّ القاعدة الأمریکیة بواسطة صواریخ حرس الثورة الإسلامیة هو أیضاً أحد أیام الله وأضاف سماحته: إن قیام شعب یملک مثل هذه القوّة والقدرة الروحیة بتوجیه صفعة لقوّة عالمیة مستکبرة ومتغطرسة، ینبئ عن وجود ید القوّة الإلهیة، لذلک فإنّ هذا الیوم العظیم أیضاً فی عداد أیّام الله.

وأشار سماحته إلى أن أیام الله هی أیام صانعة للتاریخ وتشکّل نقاط عطف تاریخیة ومفصلیة تترک آثاراً خالدة فی الحیاة، وروحیة وخاصیة الشعوب. ووصف سماحته الشعب الإیرانی قائلاً: المجتمع الإیرانی مجتمع صابر وشکور وقد کان خلال الأعوام المتمادیة صاحب صمود أسطوری وشاکراً للألطاف الإلهیة على الدّوام.

کما أشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى المشارکة الملیونیة للشعب فی مراسم تشییع الشهید سلیمانی والمهندس قائلاً: لقد بذل مسؤولو الإرهاب فی النظام الأمریکی والامبراطوریة الإعلامیة الصهیونیة فی هذه الحادثة کل جهودهم من أجل اتّهام قائدنا الشهید سلیمانی العزیز والعظیم بالإرهاب، لکنّ الله عزّوجل قلبَ المشهد بحیث أنّه لم یقتصر الأمر على إیران فقط بل إنّ الحشود فی مختلف البلدان حیّت روح ذلک الرّجل العظیم وأحرقت أعلام أمریکا والصهاینة، وأضاف: الا ترون ید الله فی ذلک بوضوح؟ .

ورأى سماحته أنّ هذه الحقائق إنما تدل على ید القوّة والهدایة الإلهیة فی البلد والمجتمع وأضاف: إضافة لتشییع أولئک المجاهدین، فإنّ أساس استشهادهم هو أیضاً من آیات القوة الإلهیة، لأنّ اغتیال اللواء سلیمانی أی أشهر وأقوى قائد فی مکافحة الإرهاب على مستوى المنطقة أدّى إلى فضح الحکومة الأمریکیة سیئة الصیت.

وقال سماحته: ان الإعلام الصهیونی والرئیس الأمیرکی ووزیر خارجیته اتهموا هذا القائد الکبیر بالإرهاب، فی حین کان من اقوى القادة فی مکافحة الإرهاب على مستوى المنطقة، واعتبر سماحته الشهید قاسم سلیمانی بانه کان من اقوى القادة وقائد مکافحة الارهاب فی المنطقة وکان یفعل امورا لا یستطیع قادة آخرون ان یفعلوها وقال على سبیل المثال، انه کانت هنالک منطقة محاصرة بالکامل الا ان الشهید سلیمانی دخلها بواسطة مروحیة وکان هنالک شباب مقدامون ولم یکن لهم قائد یقوم بتوجیههم ولکن وجود القائد سلیمانی بینهم بعث الحماس فیهم لیفکوا الحصار ویطردوا العدو الذی توارى من أمامهم.

واشار سماحته الى ان العدو الامیرکی لم یواجه الشهید سلیمانی فی ساحة الحرب بل اغتاله بعملیة غادرة وجبانة وهم اعترفوا بذلک فأی خزی وعار أکبر من ذلک لهم.

وأضاف سماحته: اننی اقول انه وبعد 41 عاما على انتصار الثورة الاسلامیة ای قوة کان بامکانها ان تاتی بهذه الحشود الجماهیریة الهائلة الى الساحة؟ من الذی اوجد کل هذا الحب والحماس والدموع؟ ای عامل کان بامکانه ان یخلق مثل هذه المعجزة سوى القدرة الالهیة؟ .

ونوه سماحته الى ان عملیات الاغتیال کانت مختصة بالکیان الصهیونی فی السابق حیث اغتال قادة حماس والجهاد الاسلامی واعترف بذلک الا ان الامیرکیین کانوا یقتلون الکثیر من الافراد فی العراق وافغانستان واغتالوا ما استطاعوا الى ذلک سبیلا الا انهم لم یکونوا یعترفون بذلک لکنهم الان اعترفوا بانفسهم باغتیال القائد سلیمانی، وهنا نرى الارادة الالهیة التی ارغمتهم على الاعتراف بانهم ارهابیون، وهل هنالک فضیحة اکبر من ذلک؟.

کما أشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى یوم آخر من أیام الله خلال الأسابیع الأخیرة، أی الرد القوی للحرس الثوری على الأمریکیین وأضاف: رد الفعل القوی هذا تمثّل فی ضربة عسکریة مؤثّرة لکنّ الأهم من هذه الضربة العسکریة کان الضربة التی وُجّهت لمکانة وهیبة قوة عظمى کأمریکا، هذه الضربة القویة التی استهدفت مکانتهم لا یُمکن تعویضها بأیّ شیء وإنّ تشدید الحظر الذی یتحدّث عنه الأمریکیون الیوم لن یُعید إلیهم ماء وجههم الذی أریق.

واعتبر سماحته أنّ شرط الفهم العمیق ومعرفة قیمة أیّام الله خلال الأسابیع الأخیرة هو هذه الحقیقة بأنّه ینبغی عدم التطلّع إلى الحاج قاسم سلیمانی العزیز وأبومهدی المهندس العزیز کأفراد بل کمدرسة ونهج ملهم للدروس. ثمّ لفت سماحته إلى وجوب عدم التطلّع إلى قوّة القدس کمنظّمة ومؤسسة إداریة وأضاف: قوة القدس مؤسسة إنسانیّة ذات دوافع إنسانیّة وواضحة، وبهذه النظرة یکتسب احتشاد النّاس وهذا الثناء والتعظیم والتکریم من قبل النّاس معناه الحقیقی.

وتابع سماحته قائلاً: بالطبع فإن القوات المسلّحة کافّة -الحرس الثوری والجیش والتعبئة- لدیها هذه المبانی الفکریة المرتکزة على الأهداف الإلهیّة وإنّ قوّة القدس لدیها مکانة المجاهدین بلا حدود، فإنّها تتواجد أینما اقتضت الحاجة مساعدة شعوب المنطقة وصون کرامة المستضعفین وتبذل کلّ جهودها وقدراتها وتجعل من نفسها درعاً یحمی الحرمات والأماکن المقدّسة.

واشار سماحته الى ان الذین کانوا یطلقون شعار "لا غزة ولا لبنان، روحی فداء ایران" لیسوا مستعدین للتضحیة بارواحهم من اجل ایران وقال: ان هؤلاء الافراد لم یضحوا بارواحهم من اجل ایران ابدا ولم یتخلوا حتى عن راحتهم ومصالحهم للحفاظ على امن ایران بل ان القائد سلیمانی ورفاقه هم من دخلوا ساحة الدفاع عن ایران وضحوا من أجلها.

وأعرب قائد الثورة الإسلامیة المعظم عن بالغ حزنه وأسفه بسبب حادثة سقوط الطائرة الأوکرانیّة قائلاً: لقد أحرقت هذه الحادثة المریرة للغایة قلوبنا بالمعنى الحقیقی للکلمة وأوجعتها لکنّ البعض ومعهم وسائل الإعلام الأمریکیّة والبریطانیّة یسعون لجعل هذه الحادثة الألیمة مقدّمة لنسیان ذلک التشییع العظیم وردّ الحرس الثوری المدوّی.

ثمّ تابع سماحته قائلاً: لقد فرح الأعداء بقدر ما تألّمنا نحن والشعب وشعرنا بالحزن إثر هذه الحادثة لأنّهم وجدوا مستمسکاً یجعلهم یشکّکون بالحرس الثوری، والقوات المسلّحة والنظام، لکنّ مکرهم هذا لا أثر له أمام ید القوّة الإلهیّة ولن یُنسى یوم الله الذی تجلّى فی التشییع ویوم الله الذی تجلّى فی دکّ قاعدة الأمریکیّین وسوف تزداد هذه الأیام حیاة یوماً بعد یوم بفضل الله عزّوجل.

وقدّم سماحته التعازی للعوائل المفجوعة وأعرب عن تضامنه معها وقال: أتوّجه بالشکر والإجلال والتقدیر لأصحاب العزاء والآباء والأمهات الذین یعتمر الحزن والألم قلوبهم، لکنّهم رغم ذلک تصدّوا لمؤامرة الأعداء وتحدّثوا خلافاً لرغباتهم. ونظراً لهالة الإبهام التی تحیط بهذه الحادثة توجّه قائد الثورة الإسلامیة المعظم بالشکر إلى قادة الحرس الثوری على تصریحاتهم فی هذا الشأن وطالبهم بالمتابعة الجدیّة لاجتناب تکرّر مثل هذه الحادث وشدّد سماحته قائلاً: الوقایة أهمّ من المتابعة حتّى لا نشهد تکرّر مثل هذه الحوادث.

ورأى سماحته أنّ إحدى المساعی التی عملت على تهمیش أیام الله هذه تمثّلت فی الخطوة التی أقدمت علیها الحکومات الأوروبیّة الثلاثة الخبیثة أی بریطانیا، فرنسا وألمانیا بتهدید إیران بنقل ملفها النووی إلى مجلس الأمن، وأضاف: طبعاً لقد ردّ مسؤولو البلاد علیهم بردّ قوی ومحکم والشعب لا یزال یذکر کیف کانت هذه الدول الثلاثة فی خدمة صدام وجرائمه خلال أعوام الحرب المفروضة الثمانیة.

وتابع سماحته قائلاً: لقد قلت منذ البدایة بأننا لا نثق بتصریحات الأوروبیّین بعد الاتفاق النووی وأنّهم لن یبادروا لفعل أی شیء وأنّهم خدّام لأمریکا، وقد تبیّن الآن أنّهم حقراء بالمعنى الحقیقی للکلمة ولاهثون خلف أمریکا ویتوهّمون ترکیع الشعب الإیرانی، وطبعاً فإنّ سادتهم ومن هم أکبر منهم أی أمریکا عجزوا عن ذلک فکیف بحال هؤلاء.

ووصف قائد الثورة الإسلامیة المعظم أسلوب الأوروبیین فی التفاوض بأنّه ممزوج بالمکر والخداع وأردف سماحته قائلاً: أولئک السادة اللّبقون الذین یجلسون خلف طاولة التفاوض هم فی الحقیقة الإرهابیّون فی مطار بغداد لکنّهم یرتدون زیّاً مختلفاً.

وأشار سماحة آیة الله الخامنئی إلى أنّ شحذ الهمم الوطنیّة من أجل رفع مستوى قوّة إیران هو السبیل الوحید لمواصلة هذا المسار المحفوف بالعزّة وأضاف سماحته: نحن لا نرفض التفاوض مع أحد عدا الأمریکیّین، لکن یجب أن یکون التفاوض من موقع القوّة.

واکد قائد الثورة الإسلامیة المعظم على اهمیة الانتخابات البرلمانیة القادمة وضرورة المشارکة الفاعلة فیها وقال: ان مشارکة الشعب فی الانتخابات ضمانة للبلاد ومن شأنها ان تزرع الیاس لدى العدو، وحذر سماحته من محاولات العدو الرامیة الى التأثیر على الانتخابات وخفض المشارکة فیها.

وتابع سماحته: سوف یزداد هذا الشعب العزیز وهذا البلد العزیز قوّة بفضل الله، لیس فقط على الصعید العسکری بل فی مختلف الجوانب الاقتصادیّة والتقدّم العلمی والتکنولوجی والرکیزة لهذا الهدف هی مشارکة وصبر وصمود الشعب فی الساحات ومواصلة المساعی الدؤوبة من قبل الشعب والمسؤولین. وسوف یبلغ هذا الشعب وهذه البلاد بفضل الله فی المستقبل غیر البعید نقطة تجعل الأعداء لا یجرؤون حتّى على تهدیده.

وألقى قائد الثورة الإسلامیة المعظم کلمة باللغة العربیة خلال الخطبة الثانیة لصلاة الجمعة، وفی ما یلی نص الخطبة:

 

بسم ‌اللّه ‌الرّحمن ‌الرّحیم

الحمد للّه ربّ العالمین وصلّى اللّه على محمّد وآله الطّاهرین وصحبه المنتجبین.

أودّ فی هذه البرهة الحسّاسة من تاریخ هذه المنطقة أن یکون لی معکم أیها الإخوة العرب مختصَرٌ من الحدیث.

فی هذه الأیام استشهد قائدٌ إیرانی کبیرٌ وشجاعٌ ومجاهدٌ عراقی طافحٌ بروح التضحیة والإخلاص بأذرعٍ عسکریة أمریکیة وبأمر الرّئیس الإرهابی الأمریکی. هذه الجریمة لم تُرتکب فی میدان المواجهة، بل جرت بصورة جبانة لئیمة.

القائد سلیمانی کان ذلک الرّجل الذّی یقتحم الخطوط الأمامیة ویقاتل بشجاعة نادرة فی أخطرِ المواقع، وکان العاملَ الفاعل فی دحر عناصر داعش الإرهابیة ونظائرها فی سوریة والعراق.

الأمریکیون لم یجرؤوا أن یواجهوه فی ساحات القتال فعمدوا إلى الهجوم علیه بنذالة من الجوّ حین کان بدعوة من حکومة العراق فی مطار بغداد وأراقوا دَمَه الطاهر هو ورفاقه، و بذلک امتزج دم أبناء إیران والعراق مرةَ أخرى فی سبیل اللّه سبحانه وتعالى.

الحرس الإیرانی دَکّ بضربة مقابلة أوّلیة صاروخیة القاعدة الأمریکیة وسحق أُبّهة وغطرسة تلک الدولة الظالمة المتکبرة ویبقى جزاؤها الأساسی وهو خروجها من المنطقة.

الشعب الإیرانی فی مسیرات بعشرات الملایین شیّعوا الشهداء فی مختلف المدن بتودیع منقطع النظیر، والشعب العراقی فی مدن عدیدة شیّعوهم بفائق التکریم والاحترام، کما أعربت شعوبٌ فی بلدان متعددة عن مواساتها فی اجتماعات صاخبة.

إنّ مساعٍ مغرضةً هائلة بُذلت لخلق نظرةٍ سلبیة بین الشعبین الإیرانی والعراقی. لقد أُنفقت أموال ضخمة وجُنّدَ أفرادٌ لا یشعرون بالمسؤولیة فی إیران ضدّ الشعب العراقی، والساحة العراقیةٌ شهِدَت ضخّاً إعلامیا شیطانیاً ضدّ الشعب الإیرانی، غیر أنّ هذه الشهادة الکبرى قد أحبَطَت کلّ هذه المساعی الشیطانیة والوساوس الخبیثة.

ما أرید أن أقوله لکم هو أنّ القدرة الإسلامیة.. قدرتنا وقدرتَکم تستطیع أن تتغلّب على ما تحیط القوى المادیة نفسها به من هیبةٍ ظاهریة خادعة. القوى الغربیة بالاعتماد على العلم والتقانة، وبالسلاح العسکری، والإعلام الکاذب والأسالیب السیاسیة الماکرة استطاعت أن تهیمن على بلدان المنطقة، ومتى ما اضطرّت إلى الجلاء من بلد على إثر نهضة شعبیة، فإنّها لا تکفّ قدر ما تستطیع عن التآمر والاختراق التجسّسی والسیطرة السیاسیة والاقتصادیة، وزرعت الغدة السرطانیة الصهیونیة فی قلب بلدان غرب آسیا وعَمَدَت إلى وضع بلدان المنطقة فی تهدیدٍ مستمر.

بعد انتصار الثورة الاسلامیة فی إیران نزلت بالکیان الصهیونی ضرباتٌ شدیدة سیاسیة وعسکریة، وأعقب ذلک سلسلة من الهزائم للاستکبار وعلى رأسه أمریکا من العراق وسوریا مروراً بغزّة ولبنان و حتّى الیمن وأفغانستان.

إعلام العدو یتّهم إیران بإثارة حروبٍ بالنیابة، وهذه فریةٌ کبرى، فشعوب المنطقة قد استیقظت، وقدرةُ إیران فی مقاومتها الطّویلة أمام خُبثِ أمریکا قد ترکت أثرها فی الجوّ العام للمنطقة وفی معنویات الشعوب. مصیر المنطقة یتوقّف على التّحرّرِ من الهیمنة الاستکباریة الأمریکیة وتحریر فلسطین من سیطرة الصهاینةِ الأجانب.

کلّ الشعوب تتحمّل مسؤولیة الوصولِ إلى تحقیق هذا الهدف. على العالم الإسلامی أن یزیل عوامل التفرقة. وحدة علماء الدّین قادرة على أن تکتشف أسلوبَ الحیاة الإسلامیة الجدیدة. وتعاون جامعاتنا من شأنه أن یرتقی بالعلم والتقانة، وبذلک تستطیع أن تضع أساس الحضارة الجدیدة. والتّنسیقُ بین وسائل إعلامنا بإمکانه أن یصلح جذورَ الثقافة العامّة. والتلاحم بین قُوانا العسکریة سیبعدُ المنطقة کلّها من الحروب والعدوان. والارتباطُ بین أسواقنا سیحرّر اقتصادَ بلداننا من سیطرة الشرکات الناهبة. وتبادل الزِیارات بین شعوبنا سیقرّبُ القلوبَ والأفکار، ویخلقُ روحَ الوحدة والمودّة بینها. أعداؤنا وأعداؤکم یریدون أن یحققوا تقدمَهم الاقتصادې على حساب ثرواتِ بلدانِنا، وأن یبنوا عِزَّتَهم على حساب ذُلِّ شعوبنا، ویسجّلوا تفوُّقَهم بثمنِ تفرّقنا. یریدون إبادَتَنا على أیدینا. أمریکا تستهدفُ أن تجعلَ فلسطین دونما قدرةِ على الدفاع أمام الصهاینةِ الظالمین المجرمین، وأن تجعل سوریا ولبنان تحت سیطرة الحکومات التابعة لها والعمیلة، وتریدُ العراقَ وثرواتهِ النفطیةَ بأجمعها مِلکاً لها. ولتحقیق هذا الهدفِ المشؤومِ لا تتوانى عن ارتکاب الظلمِ والعدوان. الامتحانُ العسیر الذی مرّت به سوریا والفِتنُ المتوالیةُ فی لبنان، والأعمالُ الاستفزازیةُ والتخریبیةُ المستمرةَ فی العراق نماذجُ لذلک.

الاغتیالُ الصریحُ لأبې مهدی القائدِ الشجاع للحشدِ الشعبی وقائد الحرس الکبیر سلیمانی نماذجُ نادرةٌ لهذه الفتن فی العراق. هؤلاء یریدون أن یحقّقوا أهدافهم الخبیثة فی العراق عن طریق إثارة الفتن والحروب الداخلیة وبالتالی تقسیم العراق وحذف القوى المؤمنة والمناضلة والمجاهدة الوطنیة.

وکنموذج لوقاحتهم فإنهم إذ یلوّحون بأنهم حماة الدیمقراطیة یصرّحون بکل وقاحة وصلافة، بعد أن صادق برلمان العراق على إخراجهم، أنّهم جاؤوا إلى العراق لیبقوا فیه ولن یغادروه.

العالم الإسلامی لا بدّ أن یفتح صفحة جدیدة. الضمائر الیقظة والقلوب المؤمنة یجب أن تُحیی الثقة بالنفس فی الشعوب، وعلى الجمیع أن یعلموا أن طریق نجاة الشعوب هو فی التدبیر والاستقامة وعدم الرهبة من العدو.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن یشملَ الشعوبَ المسلمة برحمته ونصرته إنه تعالى سمیع مجیب.

أقول قولی هذا وأستغفر الله لی ولکم، والسلام علیکم ورحمة الله.

 

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است