وجّه وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيد عباس عراقجي، رسالة إلى حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك إلى هاكان فيدان وفيصل بن فرحان، وزيري خارجية تركيا والسعودية، دعا فيها إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث الكارثة الإنسانية الجارية في غزة، والتنسيق من أجل تقديم مساعدات عاجلة، ومناقشة الأبعاد القانونية والسياسية لنية الكيان الصهيوني احتلال غزة بشكل دائم. وفي ما يلي نص رسالة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية: بسم الله الرحمن الرحيم 6 أغسطس 2025 سعادة السيد حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخاطبكم مجدداً، ببالغ القلق ومن منطلق الإلحاح الأخلاقي والسياسي، بشأن التدهور المستمر للوضع الإنساني في قطاع غزة؛ وهو وضع تحوّل إلى واحدة من أسوأ الأزمات التي تواجهها الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي. لقد تجاوزت الظروف في غزة حدود التحمل الإنساني. ما يحدث هناك ليس مجرد أزمة إنسانية فحسب، بل هو تدمير ممنهج لسكان مدنيين محاصرين. إن حجم الجرائم وشدّتها يتطلبان تحركاً عاجلاً ومنسقاً. تشير آخر الإحصائيات والتقارير الواردة من جميع الهيئات الإنسانية الموثوقة ووسائل الإعلام إلى أن السكان المدنيين في غزة يواجهون وضعاً لا يمكن وصفه إلا بكلمة واحدة: إبادة جماعية. وما يثير القلق بنفس القدر، هو تزايد الأدلة على وجود نية استراتيجية وغير قانونية لدى الكيان المحتل لإعادة احتلال غزة وضمها بالكامل. إن تصريحات كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني، إلى جانب تحركاته العسكرية ومواقفه السياسية، تشير بوضوح إلى وجود خطة متعمدة لطمس الهوية السياسية والجغرافية لغزة، عبر فرض السيطرة الدائمة، والهندسة السكانية، وتدمير أي أفق لقيام دولة فلسطينية. لقد صرّح مسؤولو الكيان المحتل بشكل صريح بنيّتهم "إلغاء غزة ككيان سياسي"، وهو ما لا يمثل تغييراً تكتيكياً فحسب، بل يعكس تصميماً استراتيجياً على القضاء على سيادة فلسطين من خلال الاحتلال الدائم، والتهجير القسري، وإعادة تشكيل البنية السكانية. وانطلاقاً من هذه التطورات، وفي إطار ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وسوابق عقد الاجتماعات الطارئة لمجلس وزراء الخارجية، أتقدم إليكم بطلب رسمي لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية في أقرب وقت ممكن، في مقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة. إن هدف هذا الاجتماع هو بحث الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة، التنسيق لتقديم مساعدات عاجلة، دراسة الأبعاد القانونية والسياسية لنوايا الكيان الصهيوني بشأن الاحتلال الدائم لغزة، اتخاذ موقف موحد وتدابير تنفيذية، بما في ذلك الوسائل الدبلوماسية والقانونية والاقتصادية لوقف العدوان وضمان المساءلة، والتأكيد مجدداً على محورية القضية الفلسطينية في صلب عمل منظمة التعاون الإسلامي، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسيادته، وحق العودة. هذا الاجتماع ينبغي أن يكون نقطة انطلاق لتحرك منسق وفعّال من أجل وقف العدوان وتحقيق العدالة. وبكل احترام، أطلب من سعادتكم البدء فوراً في مشاوراتكم مع الدول الأعضاء، واتخاذ الترتيبات التنفيذية اللازمة لعقد هذا الاجتماع بأسرع وقت، وفقاً للأطر الإجرائية وبالنظر إلى الطابع العاجل للموضوع. سعادة الأمين العام، تفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير، والتزامي الراسخ بمبادئنا المشتركة. مع خالص التقدير، سيد عباس عراقجي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية نسخة إلى: معالي السيد هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية، ورئيس مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي معالي السيد فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية