أخبار المجموعة:المواقف الرسمیة
بيانوزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة يوم القدس العالمي - 2025
بيان وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة يوم القدس العالمي - 2025 أصدرت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بياناً بمناسبة يوم القدس العالمي لعام 2025. وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم تمت تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بـ"يوم القدس العالمي" بمبادرة من مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإمام الخميني (رض)، لمنع تطبيع اغتصاب أرض فلسطين التاريخية في إطار مؤامرة استعمارية، ولرفض إقامة كيان عنصري عدواني وظالم في قلب العالم الإسلامي. واليوم، أصبح للعالم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى طغيان الكيان الصهيوني، ومظلومية الشعب الفلسطيني، ومشروعية خيار المقاومة في سبيل تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. على مدار ثمانية عقود، استمرت معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي وحرمانه من حقوقه الإنسانية الأصيلة، وعلى رأسها حقه الأساسي في تقرير المصير. خلال هذه الفترة، سعى المشروع الاستعماري إلى محو الهوية الفلسطينية عبر استخدام أبشع أساليب القتل الجماعي والإبادة. والهدف من ممارسة أشد أنواع العنف والتعذيب والإهانة من قبل نظام الفصل العنصري الصهيوني لم يكن سوى القضاء على روح المقاومة لدى الفلسطينيين والعالم الإسلامي من جهة، وتطبيع الجرائم لإجبار المنطقة والعالم على القبول بواقع لا وجود فيه لفلسطين من جهة أخرى. وخلال العامين الماضيين، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي مثلت انفجار الغضب المكبوت لدى الشعب الفلسطيني المظلوم وأظهرت استمرار روح المقاومة ضد الظلم والاحتلال، سارع الكيان الصهيوني، بدعم شامل سياسي وعسكري ومالي وإعلامي من أمريكا، إلى تنفيذ مخطط القضاء على فلسطين بأسلوب غير مسبوق عبر إبادة جماعية مكتملة الأركان. فقد أسفرت هذه الجرائم عن مقتل أكثر من خمسين ألف فلسطيني بريء، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتحويل قطاع غزة بأكمله إلى أنقاض، مع فرض حصار شامل أدى إلى المجاعة والعطش على من نجا من القصف. كما تم تدمير المستشفيات والمراكز الطبية بالكامل، إلى جانب تنفيذ عمليات قتل واعتقال جماعي بحق الآلاف في الضفة الغربية والأراضي المحتلة، مما جعل فلسطين المحتلة ساحة لانتهاكات غير مسبوقة لكل المبادئ والمعايير القانونية والدولية، لا سيما حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وبلا شك، فإن جميع الدول التي قدمت دعماً عسكرياً أو مالياً أو سياسياً للكيان الصهيوني، أو تلك التي عرقلت تحرك الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، لوقف الإبادة الجماعية ومحاكمة قادة الاحتلال، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وستُحاسَب أمام التاريخ والضمير الإنساني. تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنادًا إلى المشروعية الكاملة لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد المحتلين حتى نيل جميع حقوقه الإنسانية، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على كامل الأرض التاريخية لفلسطين، على مسؤولية جميع الدول، وفقًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية منع الإبادة الجماعية وسائر الاتفاقيات والمواثيق الحقوقية، في إنهاء الاحتلال، ونظام الفصل العنصري، والإبادة الجماعية. كما تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية استمرار دعم أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى للكيان الصهيوني، حيث إن هذا الدعم يضمن إفلات هذا الكيان من العقاب، ويوفر له إمكانية استمرار جرائمه في الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة للقوانين والمعايير الدولية. وتؤكد إيران مجددًا مسؤولية المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية، في تقديم الدعم والتضامن العملي واللفظي مع الشعب الفلسطيني المظلوم، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات إقليمية ودولية فورية وفعالة لوقف جرائم وعدوان الاحتلال، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، ومحاكمة القادة السياسيين والعسكريين للكيان الصهيوني ومعاقبتهم، وتقديم المساعدات العاجلة لسكان غزة، ورفض أي مخطط يهدف إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية. إن قضية فلسطين ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي اختبار حقيقي لالتزام المجتمع الدولي بمبادئ العدالة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. ويعد يوم القدس العالمي فرصة فريدة للعالم الإسلامي ولكل الأحرار وأصحاب الضمائر الحية، بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم، للتعبير عن رفضهم لأكبر مظلمة وظلم متبقٍ من القرن العشرين، وإعلان دعمهم وتضامنهم الإنساني مع إخوتهم وأخواتهم المضطهدين، الذين أصبحوا ضحايا عدوان وغطرسة وقسوة وتوسع الكيان الصهيوني وحلفائه. إن تجربة ثمانية عقود من الإرهاب والاحتلال ونظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، إلى جانب اعتداءاته المتكررة على جميع جيرانه وما هو أبعد من ذلك، واحتلاله العسكري لأجزاء مهمة من سوريا ولبنان، لم تترك أدنى شك في الطبيعة غير الشرعية والخطيرة لهذا الكيان وأهدافه التوسعية. يُعد الكيان الصهيوني، بصفته كيانًا متمردًا وهو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة نووية، أكبر تهديد للسلام والأمن الدوليين. وفي ظل هذه الظروف، تبقى المقاومة الخيار الوحيد لمواجهة أطماع هذا الكيان العدوانية وداعميه، ليس فقط في فلسطين ولبنان، بل في المنطقة بأسرها والعالم الإسلامي. وإذ تُجدد وزارة الخارجية تضامنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم، فإنها تدعو الجميع للمشاركة في فعاليات يوم القدس العالمي، والتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني المظلوم.
© 2019 - economy@mfa.ir