أخبار المجموعة:أحدث الأخبار
النص الكامل لكلمة الدكتور عراقجي خلال لقائه بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية في طهران
ألقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، كلمة خلال لقائه بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمين في طهران.
  ألقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، كلمة خلال لقائه بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمين في طهران.   وفي ما يلي نص الكلمة:   السادة الحضور الكرام،   السفراء المحترمون ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛   رؤساء مكاتب ممثليات منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية في طهران؛   السيدات والسادة؛   أود أن أشكركم على قبولكم دعوة وزارة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحضوركم هذا اللقاء.   في صباح يوم السبت، الموافق 26 أكتوبر 2024، أظهر الكيان الصهيوني مرة أخرى طبيعته العدوانية والشريرة، واتخذ خطوة خطيرة للغاية نحو تصعيد التوتر وعدم الاستقرار والأزمة في منطقة غرب آسيا. حيث قامت الطائرات الحربية التابعة للكيان الإسرائيلي، في اعتداء واضح ومخالف لجميع القوانين والمواثيق الدولية، بانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما مبدأ منع التهديد أو استخدام القوة ضد أعضاء الأمم المتحدة، بإطلاق عدد من الصواريخ الجوية بعيدة المدى نحو بعض الأهداف العسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، باستخدام المجال الذي يخضع للقوات الأمريكية في إحدى الدول المجاورة ومن مسافة بعيدة.   وبفضل جاهزية ويقظة القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتصدي الدفاع الجوي في الوقت المناسب، لم تحدث إلا أضرار محدودة في بعض المواقع التي تم استهدافها، وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة فورا لإعادة المعدات إلى حالة التشغيل. في الواقع، بفضل جاهزية الدفاع الجوي الكامل، تم اعتراض وتتبع عدد كبير من الصواريخ المعتدية، ومنع دخول الطائرات المعادية المجال الجوي للبلاد. وللأسف، أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد خمسة من أفراد الجيش الإيراني.   أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاحها في إحباط الهجوم الجوي للكيان الصهيوني، وفشل هذا الكيان في تحقيق أهدافه الشائنة، مما يؤكد أن إيران قادرة على الدفاع عن حدودها باعتمادها على إمكانياتها الوطنية والمحلية. ورغم هذا النجاح الجدير بالثناء، فإن الكيان المعتدي الصهيوني وحلفاءه الدوليين لا يمكنهم التنصل من المسؤولية السياسية والقانونية لهذا الاعتداء، ويجب أن يتحملوا العواقب.   أكد هذا العمل العدواني مرة أخرى أن الكيان الإسرائيلي هو كيان مارق وشرير يعتمد في بقائه على خلق الأزمات والعدوان وإشعال الحروب في المنطقة، حيث يرتبط أمن هذا الكيان واستقراره عكسيا مع أمن واستقرار المنطقة ككل.   وكما حذرنا مرارا عبر قنوات مختلفة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقا للحق في الدفاع المشروع كما ينص عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، تحتفظ بحقها وواجبها القانوني في الرد المناسب على هذا الاعتداء الصارخ، وسيدفع الكيان الإسرائيلي باهظاً ثمن أخطائه في تقدير قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدرتها وعزمها، ولن تتردد إيران في الرد ولن تتعجل في اتخاذ الإجراءات.   في هذا السياق، أود أن أشكر جميع الدول المحبة للسلام في المنطقة وغيرها من الدول التي أدانت هذا الاعتداء العدواني للكيان الإسرائيلي وأعربت عن استنكارها الشديد له مدركة الظروف الحساسة الراهنة. كما أُعرب عن أسفي العميق إزاء صمت بعض الدول أو دعمها لهذا الاعتداء.   الحضور الكريم، السيدات والسادة،   إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى التصعيد أو الصراع أو الحرب، بل تمد يدها لإقامة علاقات بناءة وأخوية وصادقة مع دول المنطقة بهدف تحقيق الاستقرار والأمن والسلام فيها. إن رسالتنا للمنطقة، التي أوضحتها في زياراتي الأخيرة إلى دول الجوار خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، هي أن إيران مستعدة تماما للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها وأمنها القومي وعن الشعب الإيراني الكبير أمام أي عدوان، كما أنها جاهزة لإرساء السلام والتعاون البناء مع جيرانها. إن الحكومة الرابعة عشرة برئاسة الرئيس بزشكيان تسعى بجدية إلى إزالة سوء الفهم والقلق، وتعزيز أجواء التعاون والتنسيق في إطار سياسة حسن الجوار، وتتابع هذه السياسة بعزيمة قوية.   إن المنطقة تمر بظروف حساسة وهشة وخطيرة، وهي تذكرنا بفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية عندما أدى التسامح تجاه هتلر إلى اندلاع حرب عالمية مدمرة. اليوم أيضا يلوح شبح حرب شاملة في الأفق في ظل التسامح مع "هتلر العصر الحديث"، والمجتمع الدولي يجب أن يتخذ قرارات عاجلة وحازمة وفعالة لردع تهديدات الكيان الإسرائيلي للسلام والأمن الإقليمي والدولي.   خلال العام الماضي، بذلت إيران أقصى جهودها لوقف اعتداءات الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المظلوم، ولم تتوانَ عن استثمار كل فرصة أو مبادرة دبلوماسية من أجل إنهاء النزاع والعنف. وفي هذا السياق، ومع هدف إقامة هدنة عادلة في لبنان وغزة، وتقديم مساعدات إنسانية للنازحين في لبنان وفلسطين، ولمنع اتساع نطاق الحرب، قامت إيران بجهود دبلوماسية على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومنتدى الحوارات الآسيوية في الدوحة، وقمة بريكس في روسيا، واجتماع 3+3 في تركيا، بالإضافة إلى جولات دبلوماسية شملت 11 دولة في المنطقة.   يسعدنا أن نعلن عن وجود تفاهم مشترك بين جميع دول المنطقة حول خطر اتساع الأزمة وضرورة التحرك العاجل والمشترك من الدول المؤثرة في المنطقة وخارجها لتحقيق وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة.   نعتقد أن الحصانة المطلقة للكيان الإسرائيلي وعدم مساءلته عن الجرائم الكبرى في غزة، والدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الكامل الذي يتلقاه من بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قد أسهم في زيادة عدوانية هذا الكيان وتوسيع نطاق الحرب إلى لبنان، مما يعرض السلام والأمن الإقليمي والدولي للخطر. إن الكيان الإسرائيلي، بتجاهله للأمر المؤقت الصادر عن محكمة العدل الدولية ومواصلة انتهاكاته في غزة ولبنان، يرتكب جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.   الزملاء الأعزاء،   في هذه اللحظة الحساسة والمفصلية، تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة الجهود الدبلوماسية الجماعية لوقف اعتداءات وجرائم الكيان الصهيوني، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الهجمات والقصف وقتل الأبرياء في غزة ولبنان، وتقديم المساعدة الإنسانية للنازحين في المناطق المتضررة.   ونذكر بمسؤولية جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول الأعضاء في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبتها، وكذلك الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، لاتخاذ خطوات فورية وجماعية لوقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية منع الإبادة الجماعية والقانون الإنساني الدولي، ونطالب بتحرك عالمي سريع وفعال وحاسم للحد من جرائم الكيان الصهيوني.   نؤمن أن السلام لن يتحقق في المنطقة حتى تتوقف الاعتداءات في غزة ولبنان، ولقد قدمنا حلاً عملياً ومنطقياً وشاملاً يستند إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية في تقرير المصير. ووفق هذا المبدأ، نرى أن الحل الدائم لقضية فلسطين هو حل فلسطيني - فلسطيني، لأن أرض فلسطين هي للفلسطينيين، وبالتالي فإن أي قرار بشأن مستقبلها يجب أن يتخذه الفلسطينيون أنفسهم.   أما فيما يتعلق بلبنان، فنؤمن بضرورة الأخذ في الاعتبار الحقائق الميدانية والجغرافية، فحزب الله والمقاومة اللبنانية متأصلة في الشعب اللبناني ولا يمكن القضاء عليها. لذا، يجب على الجميع العمل لوقف الحرب فوراً في لبنان وفلسطين، وتحقيق نتائج دبلوماسية تأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة لشعوب لبنان وفلسطين. إن أي مبادرات تركز فقط على مصالح الكيان الصهيوني محكوم عليها بالفشل.   لا شك أن استمرار الإبادة في غزة والاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد لبنان وسوريا، وتكرار مغامراته العسكرية في مناطق أخرى، يشكل تهديداً للسلام والأمن الدولي. وبناءً على ذلك، يجب على مجلس الأمن الدولي التحرك لمواجهة إصرار هذا الكيان على مواصلة الحرب وسفك الدماء في غزة ولبنان، وفرض عقوبات صارمة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. نتوقع من الدول الأخرى أن تؤدي دوراً فعالاً وبناءً في الحفاظ على أمن المنطقة وحمايتها من مغامرات الكيان الإسرائيلي وشروره العسكري والإرهابي.   في الختام، أود أن أؤكد على عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ترسيخ السلام والأمن في المنطقة والعالم. شكراً لكم.  
© 2019 - economy@mfa.ir