أکد قائد الثورة الاسلامیة المعظم سماحة آیة الله السید علی الخامنئی القائد العام للقوات المسلحة خلال استقباله صباح الیوم (الأحد:2021/2/7) حشداً من قادة القوة الجویة والدفاع الجوی لجیش الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، أن البیعة التاریخیة للطیارین ومنتسبی القوة الجویة مع الإمام الخمینی (رض) فی الثامن من شباط 1979، کانت من أهم المفاجآت ومن العوامل الرئیسیة لإنتصار الثورة وکذلک بیّنت الحسابات الخاطئة للأمیرکیین، وأضاف سماحته: إن من مستلزمات إستمرار الحرکة المتسارعة للثورة، حضور الشعب فی الساحات، العمل الدؤوب والجهد المتواصل، ووحدة الکلمة وخاصة بین المسؤولین، والثقة بالوعد الإلهی وزیادة عناصر القدرة الوطنیة من الناحیة العملیة. وتطرق سماحته إلى موضوع الفضائح الأخیرة فی أمیرکا معتبراً سقوط ترامب افول ماء الوجه والقدرة والنظم الإجتماعی والسیاسی لأمیرکا، وأشار إلى التصریحات الأخیرة للمسؤولین الأمیرکیین والأوروبیین حول الإتفاق النووی والحظر المفروض على إیران، وأکد سماحته: الجانب الذی یحق له وضع الشروط فی الاتفاق النووی هو ایران، لأنه نفذ کل التزاماته، ولیس أمیرکا والدول الاوروبیة الثلاث التی تنصلت عن کل التزاماتها. وتابع سماحته: اذا ارادوا ان تعود ایران الى التزاماتها، فعلى امیرکا ان ترفع کل حالات الحظر، ویجب ان نتحقق من ذلک، لنرى صحة ذلک، وعندها سنعود الى التزاماتنا. وشدد سماحته على ان هذه هی السیاسة المؤکدة والثابتة للجمهوریة الاسلامیة والتی یُجمع بشأنها کل المسؤولین ولن یحید عنها أحد. ووصف سماحة القائد العام للقوات المسلحة حدث 8 شباط/فبرایر 1979 بأنه من أیام الله، مضیفا: ان انفصال جزء هام من الجیش والتحاقه بالامام والشعب کان شبیها بالمعجزة، لأن اعتماد نظام الطاغوت کان على الجیش والسافاک، وبالتالی تلقى الضربة من حیث لم یکن یتصور. وتطرق سماحته الى الحسابات الخاطئة للادارة الامیرکیة الدیمقراطیة فی ذلک الوقت، فی تقییم اوضاع ایران والشعب، وقال: لقد کان الامیرکان یعولون کثیرا على الجیش الشاهنشاهی، وبناء على الاخبار المؤکدة کانوا قد خططوا لتنفیذ انقلاب لکی یمنعوا سقوط نظام الشاه من خلال القاء القبض على قادة الثورة وروادها واستخدام العنف ضد الشعب بشکل واسع، ولکن احد العوامل التی أحبطت هذه الخطة الشیطانیة، تمثل فی حرکة القوة الجویة فی الثامن من شباط/ فبرایر. وأکد سماحته ان امیرکا مازالت تواصل الحسابات الخاطئة تجاه ایران، ومازالت لا تملک الادراک والمعرفة الصحیحة عن الشعب الایرانی، مضیفا ان واحدا من نماذج هذه الحسابات الخاطئة کان فی فتنة 2009، حیث أبدى الرئیس الامیرکی الدیمقراطی دعمه رسمیا للفتنة بتصور ان الامر قد انتهى. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم، الحظر الامیرکی غیر المسبوق بهدف القضاء على ایران بأنه نموذج من الحسابات الامیرکیة الخاطئة، وقال: احد هؤلاء الحمقى من الدرجة الاولى، قال قبل عامین انهم سیحتفلون بعید کانون الثانی/ینایر 2019 فی طهران. والآن سقط هذا الشخص فی مزبلة التاریخ کما طرد رئیسه من البیت الابیض بفضیحة من العیار الثقیل، ولکن مازالت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وبحمد الله واقفة بشموخ. وأکد سماحة آیة الله الخامنئی انه لا ینبغی التعامل بتساهل تجاه العدو وحساباته الخاطئة، لافتا الى انه کانت هناک عوامل اخرى مؤثرة فی حرکة الثورة الاسلامیة وهی عبارة عن السعی وبذل الجهود وتواجد الشعب فی الساحة وایمانه بضرورة هذا التواجد والثقة بالوعد الالهی وخطط المواجهة. وبیّن قائد الثورة الاسلامیة المعظم انه بالاکتفاء بالجلوس والتفرج لن یتم انجاز ای شیء. وعلى المسؤولین ان یعملوا دوما على زیادة عناصر القوة الوطنیة وتولید القوة من خلال التواجد فی ساحة العمل والثقة بالله. واعتبر سماحته احد مظاهر انتاج القوة بأنه یتمثل فی تعزیز القوات المسلحة بما یتناسب مع المتطلبات الاقلیمیة والدولیة، وأشاد بالمناورات الاخیرة، وقال: ان تنفیذ هکذا مناورات کبرى ومثیرة للإعجاب، وذلک فی ظروف الحظر، انما هو حقا ضمان للامن القومی على ید ابناء البلاد فی القوات المسلحة وهو امر وهو امر یبعث على الاعتزاز کثیرا. ورأى سماحته ان من متطلبات انتاج القوة فی القوات المسلحة وفضلا عن تعزیز المعدات؛ الحفاظ على المعنویات ورفع مستواها، والایمان والقوة المعنویة للقوات، وقال: ان الخطأ الفادح لبعض دول المنطقة هو انها تستجدی امنها القومی من الاجانب، ورغم إنفاق ملیارات الدولارات وتلقی الاهانات، لکنها لا تضمن أمنها القومی عند الحاجة، مثلما حصل فی احداث السنوات الاخیرة فی مصر وتونس او ما شاهدناه فی مصیر محمد رضا بهلوی. ونوّه سماحته الى ضرورة الحذر من وقوع الخطأ فی الداخل، مضیفا: ان احد الاخطاء الکبرى هو الخشیة من قوة العدو، او التعویل على العدو فی الشؤون السیاسیة والاقتصادیة. ولفت قائد الثورة الاسلامیة المعظم انه لسنا بصدد تضخیم قوة الداخل، ولکن علینا ان نشاهد حقائق الداخل وان نرفع مستواها، ولنعلم اننا سنصاب بالشلل اذا خشینا العدو مهما کانت قوتنا. وأکد سماحته ان على الاشخاص الذین لدیهم تقییمات غیر حقیقیة عن قدرات امیرکا وبعض القوى، ان یراجعوا القضایا الاخیرة فی امیرکا، مضیفا: ان الاحداث الفاضحة الاخیرة فی امیرکا، لم تکن قضایا صغیرة، ولا ینبغی ان نقیمها فی اطار أفول رئیس ما، بل هذه القضایا هی افول لسمعة أمیرکا وقوتها ونظامها الاجتماعی، مستندا بذلک الى تصریحات الخبراء السیاسیین البارزین هناک، قائلا: انهم انفسهم یقولون ان النظام الاجتماعی الامیرکی متآکل من الداخل، والبعض یتحدثون عن عصر ما بعد أمیرکا. وتابع سماحته: لو وقعت قضایا مشابهة لأمیرکا فی نقطة اخرى من العالم، وخاصة فی الدول التی لدى امیرکا مشکلة معها، لما کانوا ینفکون عن الحدیث عنها، ولکن الامبراطوریة الاعلامیة بیدهم، ویسعون للإیحاء بأن الامر انتهى، فی حین ان القضیة لم تنته ولها تداعیات. ورأى سماحته أن السبب فی إرباک الانظمة المرتبطة بأمیرکا فی المنطقة بما فیها الکیان الصهیونی وتخرصاته وتهدیداته الاخیرة، هو الخوف والاضطراب الذی تعیشه هذه الانظمة من حقیقة افول أمیرکا على الصعیدین الخارجی والداخلی. وأوصى قائد الثورة الاسلامیة المعظم، المسؤولین والمعنیین بامور البلاد بوحدة الکلمة وتوحید الصوت بشکل مؤکد، وقال: ان وحدة الکلمة بین الشعب وکذلک المسؤولین کانت العامل الرئیس فی تجاوز العدید من المشکلات خلال الـ42 عاما الماضیة، ولابد ان یستمر هذا الانسجام ووحدة الکلمة. کما أوصى سماحته، القوات المسلحة بمواصلة انتاج القوة، مؤکدا فی الختام انه بعون الله وعنایته وبدعاء الامام ولی العصر (عجل الله فرجه الشریف)، سیکون غد الشعب وبلاد ایران أفضل بکثیر وأعلى بکثیر من الیوم. وقبیل خطاب قائد الثورة الإسلامیة المعظم، قدّم قائد القوة الجویة للجیش العمید طیار نصیر زادة، شرحاً عن برامج هذه القوة خلال العام الماضی، وقال: ان القوة الجویة وبسابقة مشارکتها المؤثرة فی الثورة وصیانة انجازاتها، تمضی الیوم بید ملأى بالانجازات النابعة من فکر المقاومة وتعالیم مدرسة الشهید سلیمانی، اکثر اندفاعا فی مسار رفع القدرات الجویة للبلاد