التقى مساء یوم الثلاثاء ١٩/١١/٢٠١٩ عدد من الناشطین الاقتصادیّین ومولّدی فرص العمل والمنتجین بالإمام الخامنئی حیث صرّح قائد الثورة الإسلامیة بأنّ الأحداث التی وقعت هذه الأیام لم تکن من جانب الشعب بل کانت أحداثاً أمنیّة وشدّد سماحته بأنّ الجمهوریة الإسلامیة ستجبر الأعداء على التراجع فی مختلف المجالات وستنتصر علیهم فی الحرب الاقتصادیّة، کما لفت الإمام الخامنئی إلى أنّ أولئک الذین یخوضون فی العمل الاقتصادی یرون کیف أنّ الحروب فی العالم تدور لأجل القضایا الاقتصادیّة.
وفی مستهلّ اللقاء شدّد قائد الثورة الإسلامیة على وجوب أن یعلم الأصدقاء والأعداء أنّ الجمهوریة الإسلامیّة أجبرت الأعداء على التراجع فی ساحات الحرب العسکریّة، والأمنیّة والسیاسیّة ثمّ تابع سماحته قائلاً: أحداث هذه الأیّام کانت أمنیّة ولم تکن من جانب الشّعب. لقد أجبرنا العدوّ على التراجع فی مختلف الساحات وسوف نجبر هذا العدوّ حتماً وبتوفیق من الله على التراجع فی ساحة الحرب الاقتصادیّة.
واعتبر الإمام الخامنئی أنّ الإنتاج والازدهار الاقتصادی إنّما یحتاج إلى روّاد وقادة وخطوط أمامیّة، وأولئک الروّاد هم أصحاب الإنتاج، وأردف سماحته قائلاً: المتقدّمون فی هذه الساحة هم "أصحاب الإنتاج". وهذه الساحة هی ساحة خطرة؛ وهی ساحة حرب. أولئک الذین یخوضون فی العمل الاقتصادی یرون أنّ الحروب دائرة فی العالم لأجل القضایا الاقتصادیّة، والعالم والدّول کلّها تحارب بعضها من أجل الشؤون الاقتصادیّة. والآن قد برزت فی هذه المرحلة من الرئاسة الأمریکیّة هذه الحرب مع الصّین وکوریا الجنوبیّة، لکنّها کانت موجودة فی الفترات السابقة. وأضاف قائد الثورة الإسلامیّة فی هذا الصّدد قائلاً: هذه الحرب وحشیّة وحاقدة فی بعض المواضع؛ مثل الحرب الاقتصادیّة التی تُشنّ ضدّنا. لقد اشتدّ الحظر وسیستمرّ حالیّاً، وعقدُنا للآمال بانتهائه بعد عام أو اثنین مجرّد وهم؛ سوف یستمرّ هذا الحظر.
وأکّد الإمام الخامنئی على أنّه یعتقد بکامل وجوده بهذه الحرکة ولا یرى علاجاً لمشاکل البلاد سوى "ترویج الإنتاج المحلّی"، وتابع سماحته قائلاً: فلیعلم أولئک الذین یتوجّهون بأبصارهم نحو مکان آخر من أجل الإنتاج أو الازدهار الاقتصادی أنّ المسار هو هذا.وأوضح قائد الثورة الإسلامیّة مدى أهمیّة الاقتصاد فی النظام الإسلامی قائلاً: للاقتصاد دورٌ بالغ الأهمیّة فی النظام الإسلامی. ظنّ البعض أنّه قد تمّ إهمال مقولة إنتاج الثروات وتنمیة الرّفاهیة العامّة خطأ. طبعاً تختلف نوعیّة رؤیة النظام الإسلامی للثروة إن کان مع رؤیة نظام الرأسمالیّة واللیبرالیّة أو نظام الشیوعیة والاشتراکیّة.وأردف سماحته فی هذا الصّدد قائلاً: فی الإسلام لا معنى للمساواة بمعناها الاشتراکی، فأولئک الذین کانوا یُطلقون شعار المساواة لم تکن هناک أیّ مساواة فی حکومتهم على الإطلاق ولم تکن قابلة للتحقّق.ثمّ تابع الإمام الخامنئی شرحه موضحاً بأنّ الإسلام یعتقد بإنتاج الثروات الوطنیّة وارتفاع مستوى رفاهیة المجتمع واستطرد سماحته قائلاً: البعض یملکون [ثروة] أکبر لکنّ [توزیع] المصادر العامّة ینبغی أن یکون عادلاً. طبعاً لا توجد تلک الشّروخ الطبقیّة فی النظام الإسلامی.وأکّد قائد الثورة الإسلامیّة على أنّ عقد الآمال على انتهاء الحظر أو عدم وجود شخص [الرئیس الأمریکی الحالی] لا تأثیر له، وتابع سماحته قائلاً: البعض یتذاکون ویخرقون الحظر، سلمت أیدیهم لکن المهمّة الأساسیّة هی "صون البلد من الحظر]. فاختراق الحظر تکتیک لکنّ صون البلد من الحظر استراتیجیّة. علینا أن نقوم بما یصوننا من التضرّر جرّاء الحظر.